قبل سنوات من اليوم..وفي قريةجميلة..يعمّها الهدوء والطمأنينة..كانت تعيش أسرة صغيرة..كانت كبرى بناتها سعاد..تلك الفتاة الشابة التي لم يتعدى سنها العشرين بعد..فتاة نشيطة يملؤها حب الحياة..تتسم بالطاعة لوالديها حالها حال اغلب بنات الريف..كان لسعاد سرها الصغير..كانت مغرمة بابن الجيران الذي وعدها بالزواج فور اكمال الخدمة العسكرية..لم تكن علاقتهما مواعيد ولقاءات بل كانت ابتسامات مسروقة ونظرات مستحية..ونادرا تحية عابرة..كان ذلك الحب الجميل الذي تعبر عنه رسائل الحب التي كانا يتبادلانها سرا..وعود جميلة و احلام بريئة..حاكتها سطور الرسائل في خجل وحياء..
حان موعد ذهاب محمد للخدمة العسكرية فأرسل لحبيبته رجاءا في رسالته التوديعية:انه يتوق لتعطيه صورتها مع رسالة الرد كي تهوّن عليه غربة الابتعاد عنها وعن قريته الصغيرة..كي تجعله يصبر على وجع الفراق..ولان الحبيب لمن يحب مطيع..ارسلت له صورة لها تكاد تكون غير واضحة..صورة بالابيض والاسود لونت وجه محمد سرورا حين فتحه لرسالة حبيبته..
سافر الحبيب وراحت هي تحسب الوقت بالثواني..
بعد اشهر..احضرت لها شقيقتها رسالة وقبل ان تسأل اختها فتحت الرسالة بكل لهفة ظنا منها انها رسالة من محمد..فاكتشفت انها من ابن عمها..كانت قصيرة وجلّ ما فيها ..انه كان مع محمد في العسكرية وعرف بأمرهما وسرق صورتها من حبيبها وهو سيعطيها لوالدها ..
اهتزت الدنيا تحت رجليها..وراحت كل تلك العشية تفكر بما سيكون مصيرها حين يعود والدها..في المساء عاد الوالد والغضب يبدو عليه..لكنه لم يفعل اي شيء..توضأ وصلى وراح يشاهد نشرة الأخبار كعادته وناداها كي تعلق معطفه ككل يوم..واثناء قيامها بالأمر لمحت صورتها في جيب معطف والدها...تملكها الخوف ولم تستفق الا على صوت امها وهي تطلب اليها جلب الماء من البئر..راحت تجر خطاها ونظرة التوهان تبدو على محياها..
مرت دقائق كثيرة والام تتذمر بسبب تأخر ابنتها فأرسلت في طلبها..وما هي الا لحظات حتى سمع صراخ الأخت وهي تبكي بحرقة:سعاد قتلت نفسها..هرع الجميع الى الخارج فوجدوها معلقة وحبل يلتف حول عنقها..
نعم قتلت نفسها لمجرد انها اعطت لحبيبها صورة...
أسئلتي لكم:
1-ما رأيكم في الامر علما انها قصة حقيقية؟؟
-2ظاهرة الانتحار لازالت منتشرة ولكن ألنفس السبب تنتحر البنات؟؟
مساحة حرة لأقلامكم...
تحيتي..